الذكاء الاصطناعي التوليدي وتحليل البيانات.. التطور التكنولوجي والتخوفات الأمنية

الذكاء الاصطناعي التوليدي وتحليل البيانات.. التطور التكنولوجي والتخوفات الأمنية

أثبت الذكاء الاصطناعي قدراتٍ فائقة في تطوير الحياة البشرية، ورغم ذلك فإن اندفاع الشركات والمطورين تجاه اكتشاف المزيد من قدراته -خاصةً الذكاء الاصطناعي التوليدي- تفتقر في بعض الأحيان إلى الحكمة اللازمة لاستغلال القيمة الحقيقية لتلك التكنولوجيا المذهلة.

دراسات حول دمج الذكاء الاصطناعي التوليدي مع تحليل البيانات

أجرت شركة Coleman Parkes Research دراسة في أوائل العام الجاري -برعاية شركة تحليل البيانات SAS- في الولايات المتحدة الأمريكية، قامت فيها باستطلاع آراء نحو 300 من الرواد وصناع القرار في مجال تحليل البيانات، حول العقبات التي تواجههم في مجالات الاستثمار الرئيسية.

أدلت مارينيلا بروفي -مستشارة الذكاء الاصطناعي الاستراتيجي في شركة SAS- بتصريحاتٍ حول ذلك الموضوع؛ أكدت فيها على إدراك المؤسسات لفكرة أن نماذج اللغات الضخمة LLMs بمفردها غير كافية لحل تحديات الشركات في أعمالها.

أكدت أيضًا على ضرورة أخذ GenAI بعين الاعتبار؛ كمساهم قوي في الأتمتة وتسريع العمليات والأنظمة الحالية؛ إذ أن أيًا ما سيتم بذله من استثمار في التكنولوجيا من وقت وتكاليف في تطوير استراتيجيات تقدمية؛ يفيد في توفير التكامل والتحكم لنماذج اللغات الكبيرة LLMs، وهو ما يجب أن تُقد عليه الشركات والمؤسسات بقوة.

عقبات تواجه المنظمات في المجالات الرئيسية

تنفرد واحدة من كل 10 مؤسسات بامتلاك النظام الموثوق للتعامل مع البيانات -تحليلًا- يقيس التحيز ومعايير الخصوصية، مما يعكس إفراطًا في الثقة في استخدام البيانات والاعتماد عليها لتحقيق الأفضل، وعلى الجانب الآخر فإن 93% من الشركات في الولايات المتحدة الأمريكية تفتقر إلى إطار شامل لحوكمة الذكاء الاصطناعي التوليدي GenAI.

ظهر هذا الخلل جليًا فيما أعلنت عنه بعض الشركات والأنظمة الحالية حول مواجهة بعض المشكلات في محاولتها دمج الذكاء الاصطناعي التوليدي مع أنظمتها الحالية، ويرجع هذا على الأغلب إلى عدم امتلاك العناصر البشرية في هذه الشركات للمهارات والمواهب الضرورية للتعامل مع هذه التكنولوجيا.

من ضمن التحديات التي تواجه المؤسسات في التعامل مع الذكاء الاصطناعي التوليدي GenAI؛ التكلفة التي يتطلبها منشئو النماذج الذكية باستخدام نماذج اللغات الضخمة LLMs، إلى جانب التكلفة اللازمة للتدريب، وهو ما لا تجرؤ المؤسسات على المجازفة بتحمله حتى تتبين انعكاس ذلك على استخدامات الواقع والسوق الحقيقي.

رغم التنافسية.. تعلن SAS عن التمهل في طرح أفكارها

نظمت SAS مؤتمرًا في 17 أبريل/ نيسان الجاري في لاس فيجاس عن الذكاء الاصطناعي والتحليلات، لقادة الأعمال والمستخدمين التقنيين؛ كشفت فيه عن النتائج التي تم التوصل إليها في الدراسة، وقد أعلنت عن التزامها بإبقاء المؤسسات على صلة واطلاع بأحدث التطورات في هذا الشأن.

قدرت الشركة والقائمون على هذه الأبحاث تخوفات الشركات من المجازفة في اعتماد التقنيات الحديثة، لعدم جاهزية السوق الحالية لاستقبالها والتعامل معها، ما جعلهم يؤكدون التزامهم باعتماد القدر الأكبر من المرونة، التي تجمع بين مواكبة التطورات اليومية في التكنولوجيا، ومساعدة المؤسسات في استثمار أموالها بحكمة.

تعليقات (0)
إغلاق