هل أنت مستعد للدفع مقابل خدمات جوجل؟ توجهات شركة Alphabet لجعل خدمات البحث الذكي مدفوعة

هل أنت مستعد للدفع مقابل خدمات جوجل؟ توجهات شركة Alphabet لجعل خدمات البحث الذكي مدفوعة

تتطلب عمليات تطوير البرامج التقنية وخاصةً أنظمة الذكاء الاصطناعي وقتًا وجهدًا كبيرين جدًا، فضلًا عن تكلفتها المادية المرتفعة، بسبب الأجهزة والموارد اللازمة للوصول إلى النتائج التي تصل جاهزةً إلى المستهلكين، ما دفع شركة Alphabet للإعلان عن نوايا جادة حول فرض رسوم على عمليات البحث القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي عبر محرك البحث “جوجل”.

حيثيات قرار شركة Alphabet

يُعد قرار الشركة بفرض رسوم على عمليات البحث باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي قرارًا غير مسبوق؛ هذا لأنها اعتادت الفصل بين خدماتها المدفوعة ومحرك البحث الخاص بها – المعتمد على الإعلانات المدفوعة لمجانية محتواه – ولم يكن الدمج بينهما خيارًا متوفرًا في خدماتها السابقة.

لم يتم الإعلان بعد عن الآلية التي سيعتمد عليها محرك البحث “جوجل” في تسعير خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي، كما لم يتم الإعلان عن الموعد النهائي لإطلاق تلك الخدمة، هذا رغم ما تداوله في الصحف العالمية عن عدم اتخاذ المديرين التنفيذيين للشركة قرارًا نهائيًا بإتاحة الخدمة للمستخدمين من الأساس.

هذا وقد أشار الكاتب والمحلل المختص بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي – ألان القارح – إلى أن عمليات البحث باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي ستكون محرقةً للأموال إذا ما تم طرحها بشكلٍ مجاني؛ إذ أن الشركات أمثال Open AI وAlphabet تتكبد يوميًا مئات آلاف الدولارات لتوليد الإجابات لأسئلة المستخدمين، وتكون هذه التكلفة قابلة للزيادة بازدياد عمليات البحث.

أسباب ارتفاع تكلفة البحث المعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي

إن عمليات البحث التي يجريها المستخدمون لمحركات البحث تعتمد في النهاية على كلفة هيكلية تجميعية بدايةً من تكاليف وحدات معالجة الرسوميات، المناسبة لتتحمل تنفيذ عمليات الحوسبة بأداء عالٍ، والتي قد يزيد ثمن الواحدة منها عن 40 ألف دولار.

هذا بالإضافة إلى تكاليف شراء وصيانة الأجهزة التقنية اللازمة لقيام تلك المنظومة ككل، وتلك التي تُستخدم في تشغيل برامج الذكاء الاصطناعي التوليدي وتجربتها وصيانتها، وكذلك تكاليف الكهرباء الضرورية لتشغيل تلك البرامج وأجهزتها، والتي يمكن تخيل مقدار ضخامتها من خلال المثال الذي ضربته شركة Hugging Face.

صرحت الشركة – التي تعمل في تطوير الذكاء الاصطناعي – عن أداة توليد النصوص متعددة اللغات الخاصة بها، والقائمة على الذكاء الاصطناعي؛ قد استهلكت ما يقارب 433 ميجا واط/ الساعة أثناء التدريب فقط، أي ما يكفي لإمداد 40 منزلًا بالكهرباء لمدة عام في أمريكا!

نتائج عمليات البحث بين التقليدية والذكاء الاصطناعي

رغم أن تكلفة تشغيل برامج الذكاء الاصطناعي تُعد مبررًا كافيًا للشركات مقدمة الخدمة في تحويلها إلى خدماتٍ مدفوعة؛ إلا أن هناك ما هو أكبر؛ فعند المقارنة بين نتائج البحث عن نفس الموضوع، باستخدام محركات البحث التقليدية، وبين استخدام الذكاء الاصطناعي؛ يتضح تفوق الأخير بصورة كبيرة.

تُظهر محركات البحث التقليدية عدة روابط لنتائج قد تكون مجانية أو مدفوعة، بينما يعمل الذكاء الاصطناعي التوليدي على توليد إجابات مختصرة ووافية من كافة المصادر المتاحة، التي قد لا يستطيع مستخدم محركات البحث التقليدية الوصول لها؛ كونها مدفوعة.

يشير الخبراء إلى أنه في الوقت الحالي يتكلف تشغيل وتطوير برامج الذكاء الاصطناعي ما يفوق إيراداتها، ومن المتوقع أن تنهج جميع الشركات ذات الصلة نفس النهج في جعل خدمات الذكاء الاصطناعي ميزة مدفوعة.

تعليقات (0)
إغلاق